- منصات إعلامية تتهم مصر بأنها من تضيق على الفلسطينيين- المنصات العالمية مدفوعة لتنفيذ خطة لتطويق مصر وإجبارها

مصر,الإعلام,سيناء,الأولى,الأرض,حماية,ضبط,العالم,القضية الفلسطينية

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
محمد فودة يكتب:  لا تزايدوا على مصر 

محمد فودة يكتب:  لا تزايدوا على مصر 

- منصات إعلامية تتهم مصر بأنها من تضيق على الفلسطينيين

- المنصات العالمية مدفوعة لتنفيذ خطة لتطويق مصر وإجبارها على تنفيذ مخطط التوطين 

- الشعب المصرى مطمئن تماما لقوة جيشه وحكمه وقدرته على اختيار معاركه 

- تستطيع مصر وحدها أن تحدد ما يتفق مع أمنها القومى وتتحرك على هذا الأساس

 

تابعت خلال الأيام الماضية سيلا من الكتابات والمقالات فى عدة منصات عالمية، تدور فى معظمها حول اتهام مصر بأنها السبب فى التضييق على الفلسطينيين، وأنها من تقف خلف إغلاق المعبر أمام دخول المساعدات الإنسانية غذائية وعلاجية إلى قطاع غزة، وتبارت الكتابات فى تحميل مصر المسئولية الإنسانية المترتبة على ذلك. 

ومن يمعن النظر فى هذه الكتابات والهدف منها يعرف أن هناك اتجاها لتوريط مصر فى سيناريو أكبر، فلا يسعى من يكتبون ذلك ويقولونه إلى إظهار مصر بمسئولية الفاعل الذى يتسبب فى مأساة الفلسطينيين، ولكنهم يسعون من خلال ذلك إلى إجبار مصر ودفعها دفعا إلى حل الأزمة المتسببة فيها. 

عندما نعيد النظر فى هذه الخطة الجهنمية سنجد أنها خطة مدروسة بشكل جيد لتنفيذ سيناريو نقل الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما تسعى له إسرائيل ومن وراءها دول الغرب جميعا، على أساس أن هذا الحل هو الأقل تكلفة فى الحلول المطروحة لإنهاء الأزمة التى نشبت بعد ٧ أكتوبر الماضى. 

دوائر صنع القرار فى مصر انتبهت إلى أبعاد هذه الخطة وملامح هذا السيناريو، وهو ما دفعها إلى إفساده عبر منظومتها الإعلامية المتفوقة، فبدأت تفكيك هذه الخطة وإظهار عوارها وتسليط الضوء على خبث مقاصدها، وذلك حتى يقف الرأى العام على حدود ما يدبر لمصر، وهو ما يجعله مساندا للموقف المصرى بكل قوة. 

إن وعى الرأى العام فى مصر وإدراكه ما يخطط لنا، يجعل الناس على قلب رجل واحد، وهو الأمر المطلوب تماما الآن، فقوة صانع القرار فى مصر يستمدها من دعم الرأى العام ووقوفه وراءه بدون حسابات، وهو ما ظهر للجميع من حالة الدعم غير المسبوقة للقيادة السياسية، سواء عبر شبكات التواصل الاجتماعى، أو عبر المظاهرات التى نزلت إلى الشارع المصرى تهتف ضد الحصار للشعب الفلسطينى وضد نقله وتوطينه فى سيناء فى آن واحد. 

لم تعتمد القيادة المصرية على الذراع الإعلامية القوية فى صد هذه الهجمة البربرية الشرسة عليها، ولكنها اعتمدت أيضا على ذراعها السياسية والدبلوماسية حتى تصل الرسالة كاملة إلى العالم كله، وهى أن مصر لن تتخلى عن موقفها أبدًا، بل ستظل متمسكة به حتى تحافظ على القضية الفلسطينية. 

لم تحرص القيادة المصرية على أن تصل رسالتها إلى العالم فقط، رغم أهمية ذلك وضرورته، ولكنها كانت حريصة أيضا على أن تصل رسالة قوية إلى الداخل المصرى أيضا، رسالة ملخصها أن مصر قوية وجاهزة للتعامل مع كل السيناريوهات، وهو ما بدا بوضوح جدا فى تفتيش الحرب فى الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميدانى، فمصر تملك القوة لكنها تتعامل بها بحكمة ورشد شديدين. 

بعد هذا التفتيش الذى رآه المصريون على الهواء مباشرة، استطاع المصريون أن يناموا وهم مطمئنون تماما، فقد رأوا بأعينهم ما الذى تملكه بلدهم، واطمأنوا على جاهزية جيشهم واستعداده فى أى وقت لتنفيذ أى مهمة يتم تكليفه بها فى أى مكان، بل تعهد قائد الجيش الثالث بطى الأرض إذا ما أمر الشعب المصرى بذلك. 

إن مصر لم تكن ولن تكون أبدًا دولة معتدية، فقوتها جعلت فقط من أجل حماية أراضيها وتأمين أمنها القومى، ولأنها تعرف جيدا حدود مهمتها، فإنها تعرف جيدا متى تتحرك ومتى تسكن، تعرف متى تحارب ولماذا، وتعرف أيضا متى تكون داعما قويا لمسيرة السلام التى ينشدها الجميع، فما جُعلت الجيوش للحروب فقط، ولكنها جعلت أيضا للردع ولصناعة السلام وحمايته. 

ولأن مصر تعرف ذلك، ولأن جيشها يدرك حدود الدور الذى يقوم به جيدا، فمن الصعب استفزازه، أو دفعه دفعا إلى معارك لا يريدها أو يرى أنها ليست فى صالح الأمن القومى المصرى، فالجيش المصرى لا يدخل معارك مفروضة عليه، بل هو من يحدد أرض المعركة والأهداف التى يريد أن يحققها من وراء ذلك، وهو ما يجعل الجميع مطمئنا لرشد الحركة وحكمة القيادة، فجيش مصر لن يورطها أبدًا فى مغامرات ليست محسوبة، أو معارك يكون ضررها أكبر من نفعها. 

إن مصر وبسبب الظروف التى مرت بها منذ العام ٢٠١١ تعرف جيدا ما الذى يجب عليها فعله للحفاظ على أمنها القومى، كما تدرك أن هناك مخططات عديدة لسحبها إلى معارك عديدة، وهو ما جعلها تتمتع بأعلى درجات ضبط النفس، والتصرف بحكمة شديدة، وهو ما نستطيع أن نرصده فى العديد من القرارات والمواقف للقيادة السياسية. 

كل ذلك يجعلنا نعيد النظر فيما يقال عن مصر فى وسائل الإعلام العالمية عن موقفها من غزة، بأنه ليس أكثر من محاولة جديدة من محاولات التوريط المتعمد، وللأسف الشديد فقد شاركت زوارق عربية ومن داخل فلسطين فى ترويج هذه المزاعم رغم أنهم أول من يعرفون كذبها، وأنه لا شيء حقيقيا فيها على الإطلاق. 

الإنصاف يقتضى من الجميع أن يعترف لمصر بدورها، فهى صاحبة السبق والريادة والدور الأكبر فى محاولات فتح المعبر أمام المساعدات، وقد فتحت المعبر من جانبها من اللحظة الأولى وضغطت بكل ما تملك من أجل فتح المعبر من الناحية الأخرى فى ظل تعنت شديد شهد العالم كله عليه، وما زالت تواصل ضغوطها، وهو ما أثمر عن دخول العديد من الشاحنات إلى داخل غزة، فكيف ينكر أحد على مصر ما فعلته، أو ما زالت تفعله كل يوم؟! 

لقد أخذت مصر على عاتقها مهمة إنقاذ الشعب الفلسطينى والمحافظة على القضية الفلسطينية فى آن واحد، وهو ما تعبر عنه المواقف والتصريحات العلنية للقيادة المصرية، وهو ما يجعلنا نرفض أى مزايدة من أى نوع على القيادة المصرية فيما تفعله، فالمزايدة هنا مكشوفة ومردودة على أصحابها. 

تملك مصر مفتاح الحل، وهو ما يجعل كثيرين يزايدون عليها ويشوهون صورتها، ويجعلون منها خصما، مع أن مصر بالفعل صاحبة الموقف الأقوى والأوضح فى العالم فيما يجب أن يحدث وما لا يجب أن يحدث من أجل صالح الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية، وهى الحقيقة المطلقة شاء من شاء وأبى من أبى.